الخميس، 16 سبتمبر 2010

الحركة التشكيلية الفلسطينية 1967- 1994

الحركة التشكيلية الفلسطينية 1967-


1994كان للهزيمة العربية عام 1967، وتشريد المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني، ووقوع كافة الأرض الفلسطينية في أيدي الإسرائيليين بالغ الأثر في الواقع السياسي، الاجتماعي الذي تجسد بوضوح اكبر في المنتجات الثقافية الفلسطينية ومنها الأعمال التشكيلية. وعلى الع!! من هزيمة عام 1948 حيث كان المبدعون يعيشون أثرها حالة رومانسية حالمة تتغنى بالماضي والبرتقال الحزين والشاطئ والوضاء والرمل ألذهبيي، ويرسلون التأوهات لإبراز صور التشرد في الخيام البالية وغضب الطقس، وذل بطاقات الإعاشة، على الع!! من هذا، فان الفلسطيني بعد هزيمة حزيران عام 1967، رفض الاستسلام للهزيمة، فهب لحمل السلاح، وتسامقت روح المقاومة والثورة، وتشابك الفداء مع روح الإبداع، فظهرت التنظيمات الثورية وتشكيلاتها الثقافية والفنية، فضلا عن منظمة التحرير التي شكلت نسيجا ضاما لكل الحركات الثورية والإبداعية الفلسطينية.أخذ الفنانون التشكيليون في التعبير عن روح المرحلة بحماس زائد وتاييد جماهيري واسع، وظهر البوستر كعلاقة يومية بين الثورة والشارع. وفي هذه المرحلة، ومن خلال البوستر، اخذت تظهر بعض التعابير الثابته والمتكررة في الأعمال التشكيلية كالعلم،والحطة، وإشارة النصر بالاصابع المفتوحة، وشجرة الزيتون كرمز للارض والعطاء الدائم، وقبة الصخرة كرمز للإيمان والدولة ووحدة القدس وتلاحمها مع كل الأرض المحتلة(16).في هذه المرحلة اغتنت الحركة التشكيلية برفد زائد من الشبان والشابات من خريجي معاهد وكليات الفنون العربية والغربية وبلدان الكتلة الاشتراكية (17)، واغتنت ايضا بالعديد من الشبان الذين تدربوا على الرسم داخل السجون الإسرائيلية. وفي هذه المرحلة ان الأجهزة الرسمية التي كانت ترعى وتطور الحركة التشكيلية الفلسطينية كانت كما يلي:

1-
قسم الثقافة الفنية بمنظمة التحرير الفلسطينية بإدارة إسماعيل شموط( 1965)

2-
قسم الفنون التشكيلية في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية بإدارة منى السعودي (1977).

3-
الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين وفروعه
( 1969).

4-
رابطة التشكيليين الفلسطينيين – فرع الاتحاد العام في الضفة الغربية وقطاع غزة( 1973).عبرت الأعمال التشكيلية في هذه المرحلة عن الروح الفلسطينية الجديدة المفعمة بالتصميم على النصر والفداء وإقامة الدولة، واصبح للون لغته الإيحائية، واستقامت لدى الفنانين مصطلحات اللغة التشكيلية العالمية، وأحكام القياس والتحليل مصطلحات اللغة التشكيلية العالمية، واحتكم القياس والتحليل والتذوق الفني بما اكتسبه الفنانون من معارف أكاديمية. وامتازت هذه المرحلة بروح العمل الجماعي، فتعددت المعارض الجماعية والفردية، وكثرت ورشات العمل المشترك، كورشات يوم الطفل، يوم السجين ويوم المعلم، وورشات رسوم كورشات الأطفال وغيرها.كانت أعمال الفنانين وسائر المبدعين ومنتجي الثقافة الاخرين هي التربة الوجدانية التي تبرعمت فيها روح حجر الانتفاضة الذي رفض الاحتلال وصمم، بإدارة مشتركة وعمل جماعي، على كنسه من أرضنا.

4-
الحركة التشكيلية والاحتلال
بعد إقرار اتفاقيات الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل عام 1949، تبعثر الفلسطينيون في بلاد شتى، ولكن إعدادا منهم بقيت على ارض فلسطين التاريخية، مكونة ثلاثة مجتمعات تفضل بين كل واحد منها خطوط وحدود وجيوش عسكرية، ويتبع كل واحد نظاما سياسيا وتوجهات ثقافية مختلفة.كان أكبر هذه التجمعات هو تجمع الفلسطينيين في الضفة الغربية لنهر الاردن، يليه تجمعهم في قطاع غزة، وثالثها تجمع الفلسطينيون الذي بقوا ضمن ما يسمى بحدود الخط الاخضر( داخل اسرائيل).بعد هزيمة حزيران 1967 احتلت " اسرائيل" الضفة الغربية وقطاع غزة، وشردت مرة اخرى عدة الاف جديدة من الفلسطينيين لينضموا الى من سبقهم من جموع اللاجئين. وبهذا أصبح كل التراب الفلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية، واخضع من بقي من السكان تحت نظام عسكري شديد القسوة .وفي الأيام الأولى للاحتلال أصدرت سلطات الحكم العسكري مجموعة من الأوامر العسكرية المقيدة التي تمنع التجمعات والنشر والنشاطات العامة،لم تكن الضفة الغربية وقطاع غزة لبقعا خاليا من النشاطات الثقافية. لقد أقام شموط أول معرض تشكيلي له عام 1952 في غزة وواصل العرض في القطاع والضفة الغربية حتى عام1966، وكذلك اقام فنانون اخرون معارض مختلفة خلال هذه الفترة.وفي القدس، أنشئت عام 1965 ندوة الرسم والنحت التي ضمت عددا متميز من الفنانين والهواة، وقامت بتدريس الرسم والنحت والفنون التطبيقية والحرفية والخط العربي.كما ان قطاع غزة شهد تزايدا وإقبالا ملحوظين على دراسة الرسم خصوصا وان مناهج التعليم في القطاع استحدثت الرسم كمادة أساسية في الدراسة متأثرة بالمناهج المصرية.وعلى هذا الأساس، فان التشكيليين الفلسطينيين حاولوا التعبير الفني عن الواقع الجديد للاحتلال في مناسبات كثيرة لم يتطرق اليها الدارسون، كالمعارض التي اقامها محمد عبد السلام الخليلي عام 71و72 وكذلك المعارض التي إقامتها ليلى علوش في نفس الفترة، بالإضافة الى الكثير من المعارض الفردية الأخرى.لقد استفاد الفنان الفلسطيني من الوضع ألقنوني الجديد لمدينة القدس بصفتها الجديدة، فهي تخضع للحكم المدني ولا تسري عليها الاحكام العسكرية، فأصبحت القدس مركز النشاط الثقافي والفكري والإعلامي.وفي 20-10-1973 تقدم الفنانون التشيليون في الاراضي المحتلة بطلب الى الحاكم العسكري العام في الضفة الغربية لتسجيل جمعية فنية، الا ان الطلب رفض بدون ابداء الأسباب(18). وبعد جهود مضنية استمرت حتى عام 1980 أعلن عن تشكيل رابطة الفنانين التشكيليين في الأرض المحتلة،كفرع للاتحاد العام، والذي ينص قانون العام على ان القدس هي مركزه الرئيسي.نشطت الربطة في إقامة المعارض في الضفة الغربية والقطاع وخارج البلاد، وتخصصت بعض المعارض لمواضيع محددة، مثل " القرية الفلسطينية" و "الطفل الفلسطيني" و" يوم السجين" كما ان بعضها تم بمشاركة فنانين اسرائليين مثل معرض" فنانون إسرائيليون وفلسطينيون ضد الاحتلال – من اجل حرية التعبير و" يسقط للاحتلال" ( 19).عبر الفنانون الفلسطينيون في الأرض المحتلة عن الواقع ألاحتلالي البغيض، وصوروا إرادة المقاومة وبطولاتها، والسجون والانتصار عليها، صوروا الكدح والمقاومة،والأرض والتراث، وانطلاقة الأجيال الشابة وطموحات الشعب.لقد وحدت الرابطة ما افترق من قبل، فقد أصبح الفنانون في الضفة والقطاع، والفنانون العرب المقيمون في " اسرائيل" يدا واحدة وجبهة واحدة.قربت الوحدة الفنية من الأساليب والخط واللون والمصطلح واحكام القياس، فقد أثرى كل طرف الأخر بمعطيات فنية جديدة. فضلا عن ان أعداد أخرى جديدة من خريجي المعاهد والكليات الفنية في الخارج عادوا الى الوطن ومارسوا نشاطاتهم، سواء بالمشاركة الفعلية في الإنتاج الفني او تدريس الفن في المدارس او القيام بالدراسات والأبحاث في الفولكلور والفنون التطبيقية والثقافة الجماهيرية في تنوعاتها المختلفة، و اشراقاتها الوطنية الفلسطينية