الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

الفنان الهولندي رمبرانت ديجان




لوحة درس التشريح
لوحة حراس الليل
رامبرانت فان رين ..عملاق الفن التشكيلي والعاشق المعذب..!!

ولد "هارفنزون فان ريجن رامبرانت" في 15 يوليو 1606، في مدينة لايدن، في هولندا. وهو الطفل الثامن من تسعة أولاد لعائلة هولندية عريقة. التحق بكلية الفلسفة، في جامعة لايدن؛ لدراسة الأعمال الكلاسيكية، في أوائل عمره، إلا أنه خلال فترة دراسته الجامعية، وجد فى نفسه ميلاً فطريًّا للرسم، فأخذ يرسم على دفاتره وكتبه المدرسية، وقرر أن يترك مقاعد الدرس، وأن ينشغل بالرسم. واستطاع ـ بعد جهد كبير ـ إقناع والده بذلك؛ فترك الكلية ـ عام 1622 ـ وبدأ فترة دراسة فن الرسم، على يد الرسام الهولندي "جاكوب فان سوانبرغ"؛ الذي تلقى تدريسه الفني في إيطاليا..!!

وظل "رامبرانت" مع "جاكوب"، لمدة ثلاث سنوات، إكتسب خلالها مهاراتٍ فنية كبيرة. وخلال هذه الفترة، كان "رامبرانت"، يرسخ صلته بزميل له يكبره سنًّا، ألا وهو "جان ليفز"، وقد إنغمس الإثنان في علاقة صداقة خاصة، وبعد ذلك توجه "رامبرانت" إلى أمستردام للدراسة، على يد "لاستمان"؛ الذى ذاع صيته في تلك الفترة، وهكذا غادر ابن السابعة عشرة إلى أمستردام، فقضى قرابة ستة أشهر في استوديو "لاستمان".. تعلم خلالها اللغة الإيطالية، واطلع على حياة المجتمع الإيطالي والروماني..!!


وعاد "رامبرانت" إلى لايدن ـ عام 1625 ـ لكي ينشىء "استوديو" خاصًّا به؛ ليباشر أعماله، وتزوج من "ساسكيا" ـ عام 1634 ـ وقد تبددت ثروته بعد وفاة زوجته ـ عام 1642 ـ وعاش منزويًا ومدينًا. وفي عام 1657 بيعت مجموعات "رامبرانت" بالمزاد العلني؛ إلا أن المبالغ المحصلة لم تكف لسداد ديونه، وفي ـ عام 1660 ـ بدأ "رامبرانت" يعيش حياة العزلة في منزل ابنه، ولكنه استمر في تلبية الطلبات التي كانت ترده من محبي فنه، مثل لوحة "أعضاء نقابة صانعي الملابس"؛ التي أكملها ـ عام 1662 ـ وفي عام 1668 تزوج ابنه "تيتوس"، ولكنه توفي بعد زواجه بستة أشهر، فأصيب "رامبرانت" بحزنٍ عميق، وتراكمت عليه الديون؛ ليقضي حياته فقيرًا كما ولد. وتوفي "رامبرانت" في الرابع من أكتوبر 1669...!!

حقيقة يعد الرسام الهولندي "فان رين رامبرانت" أحد عباقرة الفن، ممن يشهد لهم التاريخ بالتميز والإبداع. ويمثل "رامبرانت" أحد ركائز الفن التشكيلي الأوروبي، في القرن السابع عشر، والذي طور عالم التصوير؛ برؤيته التشكيلية، وتعامله مع الظل والنور. كما أنه برع في تصوير الأشخاص، والتعابير الإنسانية العميقة، والمتداخلة، والمفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة.. في كثير من لوحاته، المستوحاة من القصص الدينية والأسطورية...!!



تميزت اعمال رامبرنت بطبيعة خاصة تتطلب من المراقب التريث وإعادة النظر مرات عدة في محاولة إكتشاف هذا التأثير القوي التي تتركه بداخلنا. ويمكن تفسير العمل من خلال الفحص الدقيق والشامل للتفاصيل الواضحة في رسومه, لنتمكن من تثمين الصفحات التصويرية بالذات, بطريقة غير مركزة ولكن بشكل افرادي كامل فعال بالكامل وذلك في محاولة لفهم التكوين للمشاهد التصويرية التي رسمها" رامبرانت" لكي نصل بصورة تدريجية إلى مباشرة "التصويرية الصائبة" في اعماله, وبالحديث عن المواضيع التي تطرق اليها رامبرانت فاننا سنجد بأنه اختص برسم الشخصيات ومواضيع دينية كثيرة مقتبسة من "الإنجيل والتوراة" وإيضاً كان للإساطير نصيب وافر من أعمال "رامبرانت" إلى جانب صور شخصية (بورتريه) جاوز عددها ست عشرة لوحة معروفة ومنتشرة في عدد من متاحف العالم..!!

نجح رامبرانت وبصورة خاصة في تكوين الحركات, والإيماءات, ورسم التعابير الوجهية العميقة, لإشخاص لوحاته بطريقة تركت الإنطباع بأنهم مستغرقون تماماً بالعمل الذي يقومون به. دون أن يظهروا أي ميل نحو لفت إنتباه المشاهد إلى ما يقومون به - تماماً كأخذ صورة فوتوغرافية لحدث معين دون التنبه او الاستعداد التام لالتقاط الصورة من قبل الاشخاص .وإيضاً تزيد ميزة عدم الإكتراث بالعالم المحيط بالشخص الظاهر في اللوحة انطباع "الوضع الطبيعي" الذي تظهره الاشكال بحيث تولد تأثيرا مباشرا بدرجة عالية من القوة رغم التفكير العميق الفعلي بالفن, بحيث يقوم رامبرانت بدراسة العمل الفني ككل ومن ثم كأجزاء مترابطة لتكوّن لدينا الحالة أو المشهد من خلال التركيز على بؤرة العمل الفني, عن طريق الظل والضوء وإنعكاساته لنتمكن من أن نرى هذه الإشكال والشخوص في معظم المشاهد التي رسمها "رامبرانت" وجدير بالذكر بأن هذا الاسلوب قد نقله "رامبرانت" من أساتذتة وبخاصة من" لاستمان" وأحّدث تطورا" على هذا التركيب في فنه فيجعل منه أهم عنصر في المفهوم التركيبي للمشهد...!!








بالحديث عن فن رامبرانت وتطوراته في إستخدام تقنيات الرسم وتصوير المشاهد. قام" رامبرانت "بنقل القصة الاسطورة المشهورة عن "دليلة وشمشون" وهي منقولة من التوراة مع دراسة معمقة للحدث والشخصيات والتعابير الوجهية لكل شخص على حدة في لوحته المشهورة "قلع عيني شمشون" (هي لوحة بالالوان الزيتية على قماشة رسمها عام 1636 قياس 206*276سم, وهي ما زالت محفوظة في متحف الفن الشعبي في فرانكفورت. وكان هدف رامبرانت من تصوير ذروة العمل الخارجي هو الوصول الى تقديم واضح للغاية للحدث موضوع اللوحة وجعل المراقب شاهد عيان يدرك المشهد بنفسه بصورة مباشرة. ومن الواضح انه كلما امعنا النظر الى اللوحة نفهم ان الوسيلة المتطرفة التي اراد رامبرانت من خلالها جعل ما صوره على اللوحة يفهم على انه حركة تحصل بالفعل كشفت في وقت واحد واقع ان الصورة تساعد ايضاً المشاهد في تخيل المجرى المقصود للاحداث في ذهنه اذ لا يمكنه من رؤية الاحداث كشيء حدث فعلاً في الصورة.

لقد تم تصغير الصوره بواسطة المنتدى .. لرؤية الصوره بحجمها الطبيعى , اضغط على الشريط .. المقاس الاصلى للصوره 690x612 وحجمها 23KB

لوحة الملاك الرئيسي..!! Archangle leavi

لقد تم تصغير الصوره بواسطة المنتدى .. لرؤية الصوره بحجمها الطبيعى , اضغط على الشريط .. المقاس الاصلى للصوره 650x854 وحجمها 133KB

لقد تم تصغير الصوره بواسطة المنتدى .. لرؤية الصوره بحجمها الطبيعى , اضغط على الشريط .. المقاس الاصلى للصوره 735x544 وحجمها 36KB
 


قلع عيني شمشون"The Blinding of Samson

إن العمل الذي ذكرناه أعلاه تظهر الإشارات الأولى المهمة في الإتجاه الذي أختاره "رامبرانت" في تصوير شخوص لوحاته وهم مستغرقون بعملهم دون لفت الانتباه. وهذا لا يحصر المفهوم الانشائي لهذه المشاهد المراقب عن المشهد الذي يمر بسرعة لأن "رامبرانت" أدخل فيه تلميحات إلى ما حدث في السابق وإلى ما سوف يحدث في المستقبل. فقد ظهر في لوحة "قلع عيني شمشون" جنود آخرون بالإضافة الى الجندي الذي يغرز خنجره في عين "شمشون" وتصوير عين الضحية والدماء التي انفجرت من عيني "شمشون" بعد ذلك. وايضاً ادخل رامبرنت جنديا اخر تمدد تحت شمشون ليمنعه من التحرك واخر يربط معصم شمشون بجنزير واخر يقترب من خلف "شمشون" رافعا سيفه, وقد فتح فمه وعينيه متعجباً ,ورابع يوجه حربته نحو" شمشون" على إستعداد تام لغرز حربته في صدر "شمشون" في حال تمكن "شمشون" من الإفلات بعد أن فقد شعر رأسه الذي يمنحه القوة الهائلة ,حسب ما جاء في التوراة. وايضاً اظهر "رامبرانت" في خلف اللوحة "دليله" وهي تحاول الهرب خلف الجندي الذي يحمل الحربة وهي تمسك بيدها المقص الذي استعملته لقص شعر "شمشون" وخصلة الشعر التي قصتها من رأسه..!!
كما لاحظنا في هذا العمل فان كل شخص يساهم بطريقته الخاصة في تصوير المشهد الكامل ولحظة" قلع عيني شمشون". وفي حين ان "رامبرانت" رسم "دليله" وهي تهرب من المشهد لم يعد واقع الخليلة الخائنة التي قصت شعر رأس حبيبها متروكاً لخيال المشاهد. لأن "رامبرانت" أظهرها ايضاً وهي تمسك بالمقص وبخصلة الشعر. لقد استطاع "رامبرانت" من عرض المراحل المتتابعة للحدث في اللوحة ذاتها وهي الإسلوب الذي أتبعه "رامبرانت" ابتداء من عام 1929 إلى نهاية حياته ..!!

لقد تم تصغير الصوره بواسطة المنتدى .. لرؤية الصوره بحجمها الطبيعى , اضغط على الشريط .. المقاس الاصلى للصوره 800x605 وحجمها 112KB

أن نتوقف للحظة على السنوات الأخيرة لحياة رامبرانت حيث أنه في عام 1642وإثر إكمال لوحته الشهيرة "الحراسة الليلية" توفيت زوجته ساسكيا في 14 يونيو مما أوجد مأساة في قلب "رامبرانت". وبعدها إبتدء "رامبرانت" بصنع محفورته "100 غالدر" وبعدما لاقت أعماله التخطيطية شعبية كبيرة وتم استنساخها على كليشيهات. وفي عام 1649 رفعت احدى عشيقاته دعوى اخلال بتعهده بالزواج منها ولكنه ربح الدعوى. وفي عام 1652 أكمل لوحة "اريسطو طاليس" بتأمل بالتمثال النصفي لهوميروس "ولكن رغم الطلبيات العديدة التي كانت ترده لرسم لوحات معينة ورسوم تعليم فن الرسم, تفاقمت ديونه مما إضطره الى الإستدانة..!!
وفي عام 1956 للتخلص من مطالبات الدائنين, سجل منزله بإسم ولده "تيتوس" وبعد ذلك بقليل أعلنت المحكمة البدائية إفلاس رامبرانت. وفي عام 1657 بيعّت مجموعات "رامبرانت" بالمزاد العلني. ولكن المبالغ المحصلة لم تكف لسداد ديونه..!!
وفي عام 1660 بدأ "رامبرانت" يعيش حياة العزلة في منزل إبنه, ولكنه أستمر في تلبية الطلبيات التي كانت ترده من محبي فنه مثل لوحة "اعضاء نقابة صانعي الملابس" التي أكملها عام .1662 وفي عام 1665 وصل إبنه "تيتوس" الى سن البلوغ واستلم حصته من إرث والده. وبدأ "رامبرانت" برسم "اسحق وربيكا" وفي عام 1668تزوج إبنه تيتوس ولكنه توفي بعد زواجه بستة أشهر فأصيب "رامبرانت "بحزن عميق. وفي 22 مارس (أذار) من عام 1669 وقف عراباً لإبنة إبنه "تيتوس". أخيراً توفي "رامبرانت" في الرابع من اكتوبر (تشرين الاول) عام 1669 قبل أن يكمل اللوحة "سمعان" والطفل يسوع في الهيكل"..!!

"رامبرنت فان رين" ولد فقيرا" وعاش غنيا" ومات فقيرا"..!!

لقد تم تصغير الصوره بواسطة المنتدى .. لرؤية الصوره بحجمها الطبيعى , اضغط على الشريط .. المقاس الاصلى للصوره 670x768 وحجمها 184KB