الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

الفنان الفلسطيني كامل المغني

الفنان التشكيلي الفلسطيني (كامل محمود المغني)، من مواليد حي الشجاعية بمدينة غزة الفلسطينية عام 1943، حاصل على بكالوريوس فنون الديكور من كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية المصرية عام 1966، وماجستير سيكولوجية اللون والرمز عام 1987، ووفي جعبته مجموعة من الأوسمة والجوائز والميداليات وشهادات التقدير لشخصه وفنه من العديد من الدول العربية والأوربية والفلسطينية المتعددة (روسيا، اسكتلندا، الكويت، الأردن، فلسطين).








أنجز خلال مراحله حياته الفنية ما يزيد عن ألف عمل فني ولوحة، وأقام أربع وثلاثين معرضاً شخصياً وثنائياً داخل الوطن وخارجة. أمضي في سجون الاحتلال ثلاث سنوات من 1969-1972 بتهمة انتمائه إلى صفوف الثورة الفلسطينية، كان عضواً مؤسساً لكلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية في نابلس، وعمل رئيساً لقسم الفنون التشكيلية فيها. ومحاضراً ورئيساً لقسم الفنون والإعلام بجامعة الأقصى بمدينة غزة. وساهم بتأسيس جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بمحافظات غزة.








لوحاته منتمية جملة وتفصيلا إلى معين التراث الشعبي الفلسطيني، الراصدة لذاكرة المكان الفلسطيني في جميع تفاصيله، ومذكرات بصرية أمينة حافلة بالمرئيات الشكلية، متنوعة الخصائص التقنية والمواضيع، فيها ما فيها من قصص مستعارة من حكايات الناس المتوالدة، والمتناقلة عبر الأجيال والمحملة بالأساطير الكنعانية عربية المواصفات والتفاصيل، تصل الحاضر بالماضي القريب والبعيد، وتجعل للإنسان الفلسطيني ذكراً أو أنثى، مكانة مرموقة ومميزة في توليفات مكوناته ومسرود لوحاته، باعتبارها لازمة شكلية لا يُمكن تجازها في عموم تجاربه الفنية.








الإنسان الفلسطيني بكل عنفوانه وكبريائه وتضحياته، متواجد على الدوام في عموم لوحاته، والمرأة خصوصاً لها الصدارة من كونها الشكل الرمزية والمكانية المعنوية لمفهوم الأرض والمواطنة، ومنبع الحنان والصبر والصمود والمقاومة، وهي الرمز الولود في جميع تجلياته السردية، تجدها ساكنة داخل أسوار وحدائق مكوناته، مرتدية كامل حلتها وأناقتها التراثية، في أثوابها الفلسطينية المطرزة، والحاشدة بدلالات الرمز والوجود والمقاومة من النوع الثقافي والحضاري الفريد.








تسكن لوحاته عيوننا وعقولنا وتدخلنا إلى واحة الفنان التشكيلية في ظلالها الخطية واللونية الوارفة والمتنوعة الخصائص التقنية والمواصفات، وتدلنا بشكل ما أو بآخر على مقدرة الفنان الهائلة على تفريغ هذا المعين الزاخر بالموهبة والدربة الأكاديمية والمهنية والصور المتخيلة والمحفوظة في نبض ذاكرته ووجدانه، تبوح بدواخل النفس، ورؤاها البصرية المعشبة بمفاتن الخبرة المتنوعة، المفتوحة على تقاسيم القصائد البصرية المغناة بالخط واللون وعناق المساحات الشكلية، من ريشة تارة وسكين رسم تارة أخرى، تعرف طريقها الدقيق والأنيق في رسم توليفات الرؤى الذاتية والتعامل الفردي للفنان، بخصوصية وكفاءة تقنية عالية المستوى، لتستقر عناصره ومفرداته المتآلفة فوق سطوح خاماته المستعملة.








لوحات متحفية مُخلدة لمسيرة وطن وشعب فلسطيني مقاوم، لشعب متمسك بأرضه وآماله وأحلامه، وتاريخه وحضارته العربية، وبذاكرة مكانة الذي لا مكان فيه للغرباء، والمغتصبين لصهاينة من شذاذ الأفاق، العابرين عبوراً مؤقتاً فوق تراب أرضنا الفلسطينية المقدسة، تأخذ بناصية القول العربي الفلسطيني المأثور، وتردد قصائد المقاومة الفلسطينية المعاصرة، وتُمجد الفدائي الذي حمل وما زال دمه على كفه، ماضياً في مشروعة التحرري، وتظهره في هيئة قتالية ماجدة.








فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها هي ميدانه التعبيري، ومجاله الحيوي لتوصيل ولائمه البصرية ومعالم تجلياته الموصوفة، فيها ومن خلالها تبرز مجاز القول البصري في تفاصيل الحكاية الفلسطينية عبر صيرورة الزمن المتغير، وتكريس لمعالم وصور لمعارك الصمود والمقاومة في حرب الوجود مع العدو الصهيوني المغتصب لأرضنا الفلسطينية الطاهرة، وتشي بحقيقة الواقع بملامح شكلية متنوعة المواضيع، والمربوطة بخيط نضالي واحد، عنوانه الفن التشكيلي الفلسطيني المقاوم، والذي يُعد الفنان (كامل المغني) واحد من رموزه الكبار، الذين ربطوا القول بالفعل، والموقف السياسي بالفكرة التعبيرية التشكيلية المناسبة.








المدائن الفلسطينية والقرى والطبيعة والمآثر الحضارية والتاريخية، هي مفردات شكلية واسعة الطيف السردي في مضامين لوحاته، والقدس المدينة المقدسة في حلتها الوجودية وملامحها العربية المسيحية والإسلامية، وجمالياتها المعروفة في أزقتها وشوارعها وناسها الطيبين، متواجدة بكثرة في العديد من فصوله السردية، تصل حبل الود والمحبة والألفة والتآخي، وديمومة المقاومة وحقيقة التاريخ القائلة أن: " القدس عربية كانت وستبقى عربية إلى ابد الآبدين"، وأن المغتصبين الصهاينة إلى زوال إن طال الزمن أو قصر.








البنية الشكلية لعمائره ومكونات لوحاته، تنهل من معينها السردي وتقاسيمها الشكلية الموصوفة، والمستعارة من مرجعيات فنية تشكيلية حديثة منتمية للاتجاهات الواقعية التعبيرية، والتعبيرية الرمزية بالفن، تفتح أبوابها مشرعة على خصوصية الفنان في التأليف والانتقائية، والتوصيف الشكلي لعموم مفرداته وعناصره المستحضرة من ذاكرته الحافظة ومعايشته اليومية لذاكرة مكانه الفلسطيني، واللون فيها جامع لجميع تفاصيل ومشتقات الدائرة اللونية الرئيسة في ملوناتها الأساسية والمحايدة، وتدريجاتها المشتقة تبعاً لطبيعة المواضيع الشكلية المسرودة.








وخطوطه الصريحة والمتوارية في جماع اللون ومساحاته المنسابة فوق السطوح، كحالة تقنية حاضنة لجميع الملونات المتداعية والراسمة حدود المواقف البصرية ومدلول المحتوى الشكلي في حلتها التشكيلية، والمحافظة على الدوام على رصانتها وقوتها في محددات الشكل والمضمون واللقطة التعبيرية الموحية، من خلال كثير من لوحاته والتي تأخذ صبغة التوثيق لمشاهد متناسلة من الواقع والطبيعة الفلسطينية، وتداعيات الأساطير المحفوظة في الذاكرة والمخيلة المفتوحة على مجريات التاريخ الفلسطيني الغابر والحاضر المعاش، تأخذ في بعض الأحوال صبغة إعلانية تحريضية، مُحملة بقصص الصمود والبقاء والمقاومة على جبهة الفنون والثقافة.

اهلا بطلتكم

Glitter Text Generator at TextSpace.net

غادة السمان

"الفن العظيم ليس انعكاسا للواقع إنما هو تبشير بالمستقبل.

نتائج طالبات الصف الثامن على مشروع المجسمات

رسم بورتريه