الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010

الفنان الفلسطيني علي الأضم

الفنان التشكيلي الفلسطيني" علي سعيد الأضم" من مواليد غزة عام 1956، بدأ حياته الفنية في أروقة دور المعلمين حاصلاً على دبلوم التربية الفنية عام 1976، ثم تابع تحصيله الأكاديمي بجامعة حلوان المصرية والحصول على بكالوريوس التربية الفنية رسم وتصوير عام 1981، مستكملاً دراساته العليا في دبلوم الدراسات العليا في جامعة الأقصى، عمل في سلك التعليم وتدريس التربية الفنية بمدارس وكالة الغوث الدولية، وعضو مؤسس لجمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين بقطاع غزة، ومُشارك فعّال في العديد الدورات التدريبية للمواهب الفنية، والمعارض داخل فلسطين وخارجها، وحاصل على مجموعة من شهادات التكريم.





لوحاته منحازة تماماً لخيار المقاومة على جبهة الفن والثقافة، وعاكسة لتربيته الفطرية النضالية المرتبطة بشجون المخيمات الفلسطينية وهموم الثورة ومعاناتها، معنية في إظهار الصورة الفلسطينية النضالية في أجمل حلة شكلية، تواكب دروب اللجوء وانطلاقة الثورة الشعبية والمسلحة في قطاع غزة وبقية مخيمات اللجوء الفلسطينية، أخذة بعين الاعتبار تاريخ ذلك الشعب ومورثه وحضارته بعين الاهتمام، وسهت مواهبه ودربته الأكاديمية والمهنية كتربوي ومناضل أن تحمل لوحاته دورة الأماني الفلسطينية والطموحات الكبار في التحرير والعودة.





ثمة مراحل فنية متتابعة في مسيرته التشكيلية، نلحظ من خلالها ملامح تطوره التقني وتخيره الموضوعي لمضامين لوحاته، العاكسة في جميع الأحوال لقضيته الفلسطينية وكفاح شعبها المشروع، واكبت مسيرة الثورة الفلسطينية في ستينيات اقرن الماضي، وما زالت تحمل أسفارها البصرية الموصوفة ذلك الوهج الشكلي والمعاني الرمزية الحافلة بالانتماء لذاكرة ارض ووطن وأمة عربية مكافحة من أجل حقوقها وكرامتها ووجودها، والتقنيات في أعمالة متراوحة ما بين الأنماط التقليدية بالفن، والمتناسلة من تقنيات قلم الرصاص والفحم وتناقضات الأبيض والسود وتدريجات المساحات اللونية الرمادية.





والمعانقة لسمو الفكرة الموصوفة، ونجد لفلسطين الخريطة والجغرافية وسارية العلم الفلسطيني بما فيها من رموز معنوية وإحالة بصرية، تأخذ موقع القلب ومفتاح جميع القضايا العالمية والمواضيع، وأيادي الثوار من جماهير الشعب العربي الفلسطيني الممتدة في جذورها عميقاً في الأرض، كأشجار راسخة الوجود والاستمرار والحضانة والرعاية التي تحيطها بالحنو والألفة، وترسم ملامح الأمل المتجدد بالتحرير والعودة، في واقعية اللقطة وحرفية المؤثرات الحسيّة اللونية، تأخذ مثل تلك المواضيع من ذاكرته البصرية تقاسيم شكلية متعددة العناصر الشكلية والمتآلفات.





وفي مرحلة لاحقة من اشتغاله التقني والموضوعي، نجده مشدوداً بقوة نحو التراث الشعبي الفلسطيني، وتصوير ملامح يومية معايشة، يستعير رموزه وخطوطه وملوناته وعناصر أفكاره من جعبة الحرف والصنائع اليدوية الشعبية الفلسطينية، لاسيما الأزياء الشعبية للرجال والنسوة على قدم المماثلة الوصفية والحضور الدائم في تجليات فكرته الموصوفة. يدرجها في مجاميع شكلية لمتواليات كتل وشخوص، أو في سياق ثنائيات، وأفراد مقصود تصويرهم لاعتبارات فنية بحتة.





المرأة الفلسطينية لها سجلها البصري الدائم في لوحاته، فهي تعبير عن الأرض والوطن والمواطنة والأم الولود، المحتفية بأولادها البررة الميامين الذين يخوضون معركة الوجود مع كيان عنصري صهيوني غاصب للأرض والإنسان، يلونها بملونات العلم الفلسطيني تارة، وبملونات الأرض الفلسطينية المعطاء تارة، لا تُغادر عراك التقنية والعجينة اللونية المتناسلة من ملونات الدائرة اللونية الرئيسة، المفتوحة على تناغمات الألوان الأساسية (الأحمر، الأصفر، الأزرق) ومتعانقة اندماجاً تكاملياً مع الملونات المتممة والمساعدة من "أبيض واسود)ن لتخرج من بين يد الفنان لحمة لونية متماسكة ومتجانسة الإيقاع الشكلي المنثور فوق توليفات والفكرة التعبيرية المقصودة.





تعبيراته الشكلية المعنية بنبش ركام التراث والصنائع اليومية المتداولة في كثير من الأسر الفلسطينية، هي ميدانه الفريد، لعزف تقاسيم لونية مغادرة واقعية اللقطة التصويرية الأكاديمية، لمصلحة خيارها التطوري والدخول في مساحة الحداثة التشكيلية، والتي تُعطي للرمز حيناً مكانته في تداعيات اللوحات، وللتجريد المساحي صولته وجولته في رصف مداميك العمارة الوصفية لمكوناته الشكلية، ولتدخل عالمها المتخيل في مقطوعات هندسية ملونة وموصولة بفضاء السريالية المحببة لذات الفنان وطريقته في سبك مقامات ولائمه البصرية.





حجري الرحى"الطاحونة" التراثية الشعبية، مغزل الصوف اليدوي، جرار الماء الفخارية، مظاهر الأفراح والأعراس، الصيد البحري، حوريات البحر، عمائر الزخرفة التراثية والمتوالدة من غرز التطريز الفلسطيني، هي عناوين عريضة لفسحة التعبير الفني المتاحة، التي وجدت في متنها روحه المنفعلة بالحدث وطريقة مثلى للوصول إلى وطن فلسطيني معافى من سطوة العدوان الصهيوني واغتصابه، وهي حالات وسرد بصري طبيعي في مسيرة فنان عاش الواقع مناضلاً وتربوياً وإنساناً تواقا لنيل حريته وحرية أبناء شعبه.

اهلا بطلتكم

Glitter Text Generator at TextSpace.net

غادة السمان

"الفن العظيم ليس انعكاسا للواقع إنما هو تبشير بالمستقبل.

نتائج طالبات الصف الثامن على مشروع المجسمات

رسم بورتريه